التخبيب بين الزوجين هو إفساد العلاقة الزوجية بينهما لتصل إلى الطلاق، كمن يقوم بتحريض الزوجة على ترك زوجها، أو بتحريض الزوج على ترك زوجته، وهو فعل محرم في الشريعة الإسلامية ويعاقب عليه النظام السعودي، وسوف نبين في هذا المقال قضايا التخبيب، أنواعه وكيفية إثباته.

 

أنواع التخبيب بين الزوجين

للتخبيب بين الزوجين نوعين، إما تخبيب على الزوجة أو تخبيب على الزوج وسوف نوضح الفرق بينهما فيما يلي.

تخبيب الزوجة على زوجها

ويقصد به تحريض الزوجة على زوجها بهدف إفساد العلاقة الزوجية، وقد نهى الشرع عن هذا السلوك السيء الذي يتسبب في تدمير الأسر وبالتالي تدمير المجتمعات، ويقوم المخبب بجريمته إما من خلال القول أو الفعل، والتخبيب بالقول يشمل ذكر مساوئ الزوج، إخفاء مزاياه، ولو كان المخبب رجلاً يرغب في الزواج من المرأة يقوم بذكر محاسنه وإخفاء عيوبه لتميل المرأة إليه وتنفر من زوجها.

أما التخبيب بالفعل فيشمل محاولة ابتزاز المرأة بصورها أو رسائلها وما شابه ذلك، أو محاولة إقامة علاقة محرمة مع المرأة للوقيعة بينها وبين زوجها.

 

تخبيب الزوج على زوجته

وهو تحريض الزوج على زوجته بهدف إفساد علاقتهم الزوجية، ويكون التخبيب إما بالقول أو الفعل، والتخبيب بالقول يكون من خلال ذكر عيوب الزوجة وإخفاء محاسنها، ولو كانت المخببة امرأة تقوم بالتودد إلى الزوج وإظهار مزاياها وإخفاء عيوبها لتقريب الزوج إليها وإبعاده عن زوجته.

وقد يكون التخبيب بالفعل من خلال محاولة إقامة علاقة غير شرعية مع الزوج بهدف الوقيعة بينه وبين زوجته.


التخبيب الإلكتروني وأنواعه

التخبيب الإلكتروني هو إفساد العلاقة الزوجية بين الزوجين من خلال المحادثات الصوتية أو الكتابية أو الفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل الواتس اب، سناب شات، تويتر وما شابه ذلك، ويكون ذلك بهدف زواج المخبب بالمخبب به أو بهدف الإفساد دون الزواج.

أنواع التخبيب الإلكتروني

التخبيب الإلكتروني إما مباشر أو غير مباشر، والتخبيب المباشر هو إفساد أحد الزوجين على الآخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مباشر وهو محرم شرعًا لتوفر القصد في إفساد العلاقة بين الزوجين، ومن أشهر صوره: 

  • شكوى أحد الزوجات من زوجها وقيام المخبب بتحريضها على زوجها بزعم الإصلاح، مما يترتب عليه نفورها من زوجها وسوء العشرة بينهما، سواء قام المخبب بذلك بهدف الزواج من المخبب به أم مجرد الرغبة في إفساد العلاقة الزوجية.
  • قيام الزوجة بشكوى زوجها لصديقتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فتقوم الأخيرة بدور المخبب لإفساد علاقة صديقتها بزوجها، فلا يشترط أن يكون المخبب في هذه الحالة رجلاً، فقد يكون المخبب به رجلاً ويكون المخبب رجلاً أيضًا، وقد يكون المخبب به امرأة ويكون المخبب امرأة أيضًا.

أما التخبيب الغير مباشر فهو الذي يتم بشكل غير مباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وينتج عنه إفساد العلاقات الزوجية، ولا يكون محرمًا إلا إذا قصد المخبب إفساد العلاقة الزوجية وتوافرت قرينة تدل على ذلك القصد، ومن أشهر صوره:

  •  قيام بعض الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي بتشجيع النساء على الطلاق من خلال بيان مميزاته التي تتمثل في حرية المرأة واستقلالها، فتتمنى الزوجات أن يحصلن على تلك الحرية المزعومة ويتخلصن من قيود الزواج إما من خلال طلب الطلاق أو بالخلع.
  • قيام بعض المشاهير بمقارنة الحياة قبل الطلاق وبعده، وبيان مميزات الحياة بعد الطلاق، مما يشجع كثير من الزوجات والأزواج على الانفصال للحصول على تلك المميزات.
  • تصوير المشاهير حياتهم الزوجية السعيدة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، مما يخلق المقارنات بين حياة المشاهدين وحياة هؤلاء المشاهير، فيتمنى الزوج أن تكون زوجته مثل تلك الزوجة وتتمنى الزوجة أن يكون زوجها مثل ذلك الزوج، وبالتالي تزيد المشاحنات بين الأزواج والزوجات وتنتهي معظم الزيجات بالطلاق بسبب المقارنات بين المزايا الموجودة في الصور والفيديوهات والعيوب الموجودة في حياتهم الزوجية. مع العلم أن المشاهير الذين يقومون بتلك الأفعال لا يصورون حياتهم الحقيقية التي لا تختلف كثيرًا عن حياة المشاهد العادية، ولكن لدواعي الشهرة وزيادة المشاهدات يقوموا بتمثيل السعادة المفتعلة أمام شاشات الكاميرات دون اكتراث بما قد ينتج عن ذلك من دمار وتشتت للأسر.

 

قضايا التخبيب في المملكة

لم ينص النظام السعودي على عقوبة محددة للتخبيب ولكنه وضع عقوبة شرعية تعزيزية بالحبس أو الجلد أو كلاهما وفقًا للدعوى التي ينظرها القاضي، ويتم تشديد العقوبة في حال نجاح المخبب في مهمته المتمثلة في إفساد العلاقة الزوجية ووقوع الانفصال، وفي حال استخدام المخبب الوسائل الإلكترونية في إفساد العلاقة بين الزوجين، يطبق القاضي أحكام نظام مكافحة جرائم المعلوماتية بالإضافة للعقوبة التعزيزية التي يراها.

 ومن أشهر قضايا التخبيب التي يتم استخدام الوسائل الإلكترونية فيها، ما تم ذكره في المادة الثالثة من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية حيث نص المنظم على عقوبة كل من يهدد شخص أو يبتزه لإجباره على القيام بعمل غير مشروع أو التشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم، أو المساس بالحياة الخاصة عن طريق استخدام الكاميرا وما في حكمها بالسجن مدة لا تزيد على عام وبغرامة لا تزيد على خمسمائة ألف ريال أو بإحدى العقوبتين.

ومن أشهر طرق الإثبات في قضايا التخبيب:

  • شهادة الشهود.
  • اعتراف المخبب بقيامه بتلك الجريمة.
  • وسائل الإثبات الحديثة مثل الرسائل النصية، محادثات الواتس اب وما شابه ذلك.

وعند التحقق من وقوع جريمة التخبيب يقوم المخبب به سواء كان الزوج أو الزوجة بالتوجه لأقرب مركز شرطة للإبلاغ عن تلك الجريمة، ليأخذ البلاغ مساره الطبيعي إلى أن يصل للمحكمة الجزائية.


وفي الختام فإنه ينصح لعدم الوقوع في جريمة التخبيب جعل مخافة الخالق عز وجل أمام أعين كلاً من المخبب والمخبب به، وفي حال الوقوع ضحية لتلك الجريمة والرغبة في رفع دعوى تخبيب، يمكنكم طلب خدمة قانونية من خلال تطبيق إياس الذي يوفر لكم محامين متمرسين في قضايا الأحوال الشخصية، حيث الخبرة والاحترافية في العمل على هذا النوع من القضايا.

 

لا تنسى تشارك المقال