النفقة بعد الطلاق وحضانة الصغير من أهم حقوق المرأة بعد انتهاء الحياة الزوجية، فالطلاق من أصعب الأمور التي قد تتعرض لها المرأة وبشكل خاص لو كان لديها أطفال، وهذا هو محور حديثنا في هذا المقال، حيث سنقدم بشكل مفصل حقوق المطلقة في النفقة بعد الطلاق بنوعيه الرجعي والبائن بالإضافة لكل ما يخص الحضانة من شروط، أسباب سقوط وأمور يجب أن يعلمها كل حاضن.
حقوق المطلقة في النفقة بعد الطلاق
نفقة المطلقة هي من الحقوق المالية التي كفلها لها الشرع، وقد فرق المنظم السعودي بين النفقة بعد الطلاق الرجعي والنفقة بعد الطلاق البائن وهو ما سنوضحه في السطور التالية.
النفقة بعد الطلاق الرجعي
الطلاق الرجعي هو الطلاق الذي يمكن فيه أن يرد الزوج إليه زوجته بعد الطلاق، والنفقة بعد الطلاق الرجعي تكون كاملة طوال فترة العدة، وذلك لأن النكاح ما زال قائمًا، فتستحق المطلقة في هذه الحالة النفقة كاملة والسكن لحين انتهاء عدتها، وذلك وفقًا لما جاء في نص المادة الخامسة والخمسون من نظام الأحوال الشخصية.
النفقة بعد الطلاق البائن
قبل معرفة النفقة بعد الطلاق البائن يجب معرفة المقصود بالطلاق البائن وهو الطلاق الذي لا ترجع فيه الزوجة لزوجها إلا بعقد جديد، وهو نوعان طلاق بائن بينونة صغرى وطلاق بائن بينونة كبرى، وسوف نوضح الفرق بينهما فيما يلي:
- الطلاق البائن بينونة صغرى هو الطلاق الذي يمكن أن ترجع فيه الزوجة لزوجها إذا عقد عليها من جديد.
- أما الطلاق البائن بينونة كبرى فهو الطلاق الذي لا يمكن أن ترجع فيه الزوجة لزوجها إلا إذا تزوجت من رجل غيره زواج صحيح وتم الطلاق بشكل طبيعي دون تعمد منها للرجوع للزوج الأول، وبعد طلاقها من الزوج الثاني وانتهاء عدتها يمكن للزوج الأول أن يعقد عليها ويتزوجها.
وتكون النفقة بعد الطلاق البائن للحامل فقط، وتجب نفقتها حتى تضع حملها.
الحضانة بعد الطلاق السعودية
الحضانة هي حفظ ومراعاة مصالح الصغير، وتكون الحضانة مشتركة بين الوالدين أثناء قيام العلاقة الزوجية، ولكن عند الطلاق تنتقل الحضانة إلى الأم ثم أم الأم ثم الأب م ثم أم الأب ثم قرار المحكمة لما فيه مصلحة المحضون، ويشترط أن تتوافر في الحاضن الشروط التالية وفقًا لنظام الأحوال الشخصية السعودي.
الأهلية الكاملة
وتتمثل الأهلية الكاملة في العقل والبلوغ، لأن المجنون، المعتوه والقاصر يكونوا غير قادرين على رعاية أنفسهم، فكيف لهم أن يرعوا غيرهم، لذا يجب أن يتمتع الحاضن بالأهلية الكاملة حتى لا يسقط حقه في الحضانة.
القدرة على رعاية المحضون وحفظه
فالحاضن كبير السن أو المريض مرض يعجزه عن القيام برعاية صغير، أو العاملة التي تقضي أغلب الوقت خارج المنزل، كل هؤلاء غير قادرين على رعاية المحضون وحفظه وتسقط عنهم الحضانة وتنتقل لمن يليهم في الدرجة، رعاية لمصلحة المحضون.
سلامة الحاضن من الأمراض المعدية الخطيرة
وذلك حفاظًا على صحة المحضون وسلامته، لأنه من المؤكد أن ذلك المرض سينتقل إلى المحضون لإقامته الدائمة مع ذلك الحاضن المريض واختلاطه به.
عدم زواج المرأة الحاضنة من رجل أجنبي عن المحضون
إذا تزوجت الأم الحاضنة أو المرأة الحاضنة برجل أجنبي عن المحضون، سقط حقها في الحضانة حماية للمحضون من الضرر المتوقع من ذلك الزوج، ولكن إذا كان الزواج برحم محرم منه كعم المحضون مثلاً في تسقط حضانتها، وذلك لأن العم سيخاف على الصغير ويحافظ عليه كوالده.
أما إذا كان الحاضن رجل وتزوج بامرأة أجنبية عن المحضون فلا تسقط حضانته لعدم وقوع الضرر على المحضون.
أن يكون الحاضن ذا رحم من المحضون
في حال كان الحاضن رجل وكان المحضون أنثى، فيجب أن يكون ذا رحم محرم لها، وأن يقيم عند الحاضن من يصلح لحضانة المحضون من النساء.
وفي حال تخلف أحد الشروط السابقة فإن الحق في الحضانة يسقط، كذلك الحال في حال انتقال الحاضن للإقامة في مكان يفوت به مصلحة المحضون، أو عدم المطالبة بالحق في الحضانة مدة تزيد على سنة بدون عذر، وذلك ما لم تقتض مصلحة المحضون خلاف ذلك، لأن مصلحة المحضون هي الأولى.
أهم الأمور المتعلقة بالحضانة والتي يجب العلم بها
هناك بعض النقاط الخاصة بحضانة الصغير والتي يجب أن يعلم بها كل مستحق للحضانة وهي:
- إذا كان الحاضن أحد الوالدين، فللوالد الآخر الحق في زيارته واستصحابه وفقًا لما اتفقا عليه، وفي حال الاختلاف تحكم المحكمة بما تراه، وإذا كان أحد الوالدين متوفي أو غائب أو كان المحضون في حضانة غير والديه، فتعين المحكمة مستحق الزيارة من الأقارب وفق مصلحة المحضون.
- في حالة سقوط الحق في الحضانة يجوز لمن سقط حقه أن يتقدم بطلب للمحكمة إذا زال سبب السقوط.
تلزم الأم بالحضانة إذا كان سن المحضون لا يتجاوز العامين ولم يطالب بها أحد المستحقين، وفي حالة عدم وجود الأم فيلزم بها الأب. - يلزم الأب بالحضانة إذا تجاوز المحضون سن العامين ولم يطالب بها أحد المستحقين، وفي حالة عدم وجود الأب فتلزم بها الأم.
- تختار المحكمة من تراه مناسبًا للحضانة من أقارب المحضون أو من غير الأقارب أو من الجهات المتخصصة في هذا الشأن في حال عدم وجود الوالدين، وعدم قبول مستحقي الحضانة لها.
- يختار المحضون الذي أتم الخامسة عشر عامًا الإقامة لدى أحد والديه، ما لم تقتض مصلحته خلاف ذلك.
- عند إتمام المحضون الثمانية عشر عامًا تنتهي حضانته، ولكن إذا كان المحضون مجنون، معتوه أو مريض مرض مقعد، فتستمر الحضانة وفق هذا الترتيب: الأم ثم أم الأم ثم الأب ثم أم الأب ثم قرار المحكمة وفقًا لما تراه مناسب لمصلحة المحضون.
وهكذا نكون قد قدمنا دليل شامل عن الحضانة والنفقة بعد الطلاق، لكل مطلقة تسعى لمعرفة حقوقها والحصول عليها، ولمزيد من المعلومات حول النفقة بعد الطلاق وحضانة الصغير يمكنك تحميل تطبيق إياس والحصول على مساعدة قانونية من خلاله، حيث يضم التطبيق نخبة من أمهر المحامين المتخصصين في ذلك النوع من قضايا الأحوال الشخصية.
لا تنسى تشارك المقال
